]
فى سابقة هى الأولى، دعا أقباط المهجر، المواطنين المصريين بأمريكا لتنظيم مظاهرة سلمية بنيويورك أمام مقر الأمم المتحدة والقنصلية فى يوم 6 أكتوبر، ذكرى انتصار الجيش على إسرائيل..
هنا انتهى الخبر، وترك خلفه علامة استفهام كبيرة حول أسباب اختيار توقيت 6 أكتوبر، الذى يعد بمثابة العيد القومى للمصريين جميعاً (مسيحيين ومسلمين) لهذه المظاهرة؟ .. هل الأمر مرتبط بأجندتهم الموجهة ضد النظام، أم أنه يتعلق بجذب انتباه العالم إلى مطالبهم، فى ذكرى تتجه فيها أنظار الجميع إلى مصر لمتابعة الجديد فى عملية التخطيط لهذه الحرب، التى ظلت لغزاً محيراً للخبراء العسكريين والاستراتيجيين فى معظم دول العالم ولاسيما أمريكا وأوروبا وإسرائيل؟!
فى البداية يجب التأكيد على أن منظمة أقباط المهجر تعد جبهة للمعارضة الخارجية، مثل جبهة إنقاذ مصر التى تضم إسلاميين ومقرها فى لندن .. وإن كان تحركهم موجهاً إلى العرب والمسلمين، باعتبارهم العدو الأول لهم، والنظام المصرى بالتبعية باعتباره المدافع الأول عن المسلمين فى هذا البلد، وفق تصورهم، وهو ما لا يمكن أن يدفعنا بطبيعة الحال إلى الكيل لهم باتهامات يعجز القلم عن ذكرها، لأنها فى الغالب دون سند أو دليل مادى ملموس .. هذه النتيجة يمكن أن تقودنا للإجابة على التساؤل السابق، والتى لا تعدو كونها اجتهاداً، وليس اتهاماً، قابلاً للصحة أو الخطأ..
وهنا يمكن إرجاع اختيار التوقيت إلى عدة أسباب، منها ما هو منطقى ونتفق معه بطبيعة الحال، ومنها ما يرتبط برؤية سياسية قد نختلف معها، من منظور قبول الرأى والرأى الآخر.. فبالنسبة للأسباب المنطقية، فيمكن بلورتها فى إغفال دور القادة المسيحيين فى حرب أكتوبر، ولاسيما الفريق فؤاد عزيز غالى قائد الجيش الثانى الميدانى وبطل القنطرة شرق خلال الحرب .. هذا الإغفال ربما يكون مدخلاً لبيان الظلم الواقع عليهم، وتعمد النظام المصرى إنكار أى دور لهم فى إنجازات هذا الوطن على مدار تاريخه (بحسب قولهم).
وفيما يتعلق بالأسباب التى ترتبط برؤيتهم السياسية، فترتبط بموقفهم من النظام المصرى بأكمله بعد ثورة 1952، التى يعتبرها الآباء المؤسسون للحركة، سبب البلاء، وبداية للبحث فى المسألة القبطية ..
هذا السبب ربما يقود إلى أن اختيار يوم 6 أكتوبر، للتعبير عن رفضهم لأى من منجزات النظام، باعتبارهم بعيدين عن النسيج الوطنى، الذى يتحكم فيه الغزاة العرب (بحسب رؤيتهم أيضاً)..
ويبدو أن القائمين على تنظيم هذه المظاهرة حاولوا الاستفادة من الأخبار التى تشير إلى تفكير الإدارة الأمريكية فى تخفيض المعونة إلى مصر بحلول عام 2009، كخطوة للتأثير على تمرير القرار فى الكونجرس، والتى بررتها بعض التصريحات بأنها خطوة عقابية للنظام المصرى..
هذه الأسباب تثير أيضاً العديد من القضايا التى تتعلق بأمن هذا البلد فى الداخل تحديداً، حيث إن التقليل من حجم الإنجاز، يهدر دماء المصريين فى سيناء (من مسلمين ومسيحيين) ويدفع للترويج للتقليل من أهمية ذلك الانتصار، مما يتوقع معه حتماً التأثير على انتماء الأجيال القادمة، ويوهن من عزيمتها فى الدفاع عن تراب هذا البلد .. كما أن ذلك التوجه، أياً كان أسبابه، قد يفتح المجال لتحالفات مع قوى خارجية معادية، من شأنها الإضرار بالأمن القومى المصرى، الذى لن يجنى سلبياته إلا المصريون .. مسلمين ومسيحيين..
ويضاف إلى المخاطر السابقة .. حالة الشحن المتوقعة بين صفوف الشعب المصرى (المسيحيين والمسلمين على السواء)، الذى يعانى من ويلات الفقر والبطالة، وينتظر أى قضية خلافية لينفجر فيها دون وعى.
هذه الصورة، تدفعنا فى النهاية إلى القول بأن قضايا الوطن لابد أن تعالج داخله وليس أمام العالم، حتى لا تكون ـ بقصد أو دون قصد ـ حصان طروادة ينفذ به الأعداء إلى مصر.. وهنا يجب التأكيد على أن المعارضة فى الداخل صداها يكون أقوى وأجدى، ولنا فى الحركات السياسية المدنية التى هزت مصر منذ عام 2001 وحتى الآن، خير مثال.
[/size][/url]فى سابقة هى الأولى، دعا أقباط المهجر، المواطنين المصريين بأمريكا لتنظيم مظاهرة سلمية بنيويورك أمام مقر الأمم المتحدة والقنصلية فى يوم 6 أكتوبر، ذكرى انتصار الجيش على إسرائيل..
هنا انتهى الخبر، وترك خلفه علامة استفهام كبيرة حول أسباب اختيار توقيت 6 أكتوبر، الذى يعد بمثابة العيد القومى للمصريين جميعاً (مسيحيين ومسلمين) لهذه المظاهرة؟ .. هل الأمر مرتبط بأجندتهم الموجهة ضد النظام، أم أنه يتعلق بجذب انتباه العالم إلى مطالبهم، فى ذكرى تتجه فيها أنظار الجميع إلى مصر لمتابعة الجديد فى عملية التخطيط لهذه الحرب، التى ظلت لغزاً محيراً للخبراء العسكريين والاستراتيجيين فى معظم دول العالم ولاسيما أمريكا وأوروبا وإسرائيل؟!
فى البداية يجب التأكيد على أن منظمة أقباط المهجر تعد جبهة للمعارضة الخارجية، مثل جبهة إنقاذ مصر التى تضم إسلاميين ومقرها فى لندن .. وإن كان تحركهم موجهاً إلى العرب والمسلمين، باعتبارهم العدو الأول لهم، والنظام المصرى بالتبعية باعتباره المدافع الأول عن المسلمين فى هذا البلد، وفق تصورهم، وهو ما لا يمكن أن يدفعنا بطبيعة الحال إلى الكيل لهم باتهامات يعجز القلم عن ذكرها، لأنها فى الغالب دون سند أو دليل مادى ملموس .. هذه النتيجة يمكن أن تقودنا للإجابة على التساؤل السابق، والتى لا تعدو كونها اجتهاداً، وليس اتهاماً، قابلاً للصحة أو الخطأ..
وهنا يمكن إرجاع اختيار التوقيت إلى عدة أسباب، منها ما هو منطقى ونتفق معه بطبيعة الحال، ومنها ما يرتبط برؤية سياسية قد نختلف معها، من منظور قبول الرأى والرأى الآخر.. فبالنسبة للأسباب المنطقية، فيمكن بلورتها فى إغفال دور القادة المسيحيين فى حرب أكتوبر، ولاسيما الفريق فؤاد عزيز غالى قائد الجيش الثانى الميدانى وبطل القنطرة شرق خلال الحرب .. هذا الإغفال ربما يكون مدخلاً لبيان الظلم الواقع عليهم، وتعمد النظام المصرى إنكار أى دور لهم فى إنجازات هذا الوطن على مدار تاريخه (بحسب قولهم).
وفيما يتعلق بالأسباب التى ترتبط برؤيتهم السياسية، فترتبط بموقفهم من النظام المصرى بأكمله بعد ثورة 1952، التى يعتبرها الآباء المؤسسون للحركة، سبب البلاء، وبداية للبحث فى المسألة القبطية ..
هذا السبب ربما يقود إلى أن اختيار يوم 6 أكتوبر، للتعبير عن رفضهم لأى من منجزات النظام، باعتبارهم بعيدين عن النسيج الوطنى، الذى يتحكم فيه الغزاة العرب (بحسب رؤيتهم أيضاً)..
ويبدو أن القائمين على تنظيم هذه المظاهرة حاولوا الاستفادة من الأخبار التى تشير إلى تفكير الإدارة الأمريكية فى تخفيض المعونة إلى مصر بحلول عام 2009، كخطوة للتأثير على تمرير القرار فى الكونجرس، والتى بررتها بعض التصريحات بأنها خطوة عقابية للنظام المصرى..
هذه الأسباب تثير أيضاً العديد من القضايا التى تتعلق بأمن هذا البلد فى الداخل تحديداً، حيث إن التقليل من حجم الإنجاز، يهدر دماء المصريين فى سيناء (من مسلمين ومسيحيين) ويدفع للترويج للتقليل من أهمية ذلك الانتصار، مما يتوقع معه حتماً التأثير على انتماء الأجيال القادمة، ويوهن من عزيمتها فى الدفاع عن تراب هذا البلد .. كما أن ذلك التوجه، أياً كان أسبابه، قد يفتح المجال لتحالفات مع قوى خارجية معادية، من شأنها الإضرار بالأمن القومى المصرى، الذى لن يجنى سلبياته إلا المصريون .. مسلمين ومسيحيين..
ويضاف إلى المخاطر السابقة .. حالة الشحن المتوقعة بين صفوف الشعب المصرى (المسيحيين والمسلمين على السواء)، الذى يعانى من ويلات الفقر والبطالة، وينتظر أى قضية خلافية لينفجر فيها دون وعى.
هذه الصورة، تدفعنا فى النهاية إلى القول بأن قضايا الوطن لابد أن تعالج داخله وليس أمام العالم، حتى لا تكون ـ بقصد أو دون قصد ـ حصان طروادة ينفذ به الأعداء إلى مصر.. وهنا يجب التأكيد على أن المعارضة فى الداخل صداها يكون أقوى وأجدى، ولنا فى الحركات السياسية المدنية التى هزت مصر منذ عام 2001 وحتى الآن، خير مثال.
[/center]