يسال كثيرون ويتعجبون ولا يصدقون بل احيانا يستهزئون قائلين "هل تجسد الله؟"كيف ولماذا وما هى الضرورة ؟
الله سبحانه يصير انسانا مثلنا ؟!ياكل ويشرب .يجوع ويعطش.يحزن ويفرح.يتعب وينام.ويقضى حاجاته ايضا . حاشا لله لقد علا الله عن ذلك علوا كبيرا....
وقبل ان نجيب على هذا السؤال فاننا نسال "اذا اراد الله سبحانه ان يصير انسانا فهل يستطيع؟" الاجابة من الجميع وبلا استثناء "نعم" يستطيع فهو القادر على كل شىء يصنع ما يريد وقتما يريد وبالكيفية التى يريدها ولا يعسر عليه امر .
لكنه قدوس عال وكبير وساكن فوق سماء السموات ،ونحن الطير المزدرى وغير الموجود ،ولا يليق بجلاله الوجود وسطنا !
"اذا جاء الى مكان لقاؤنا السيد الرئيس ووجدنا نعمل فى الزراعة وطلب منا ان يعمل معنا بالطبع سنرفض كلنا ونقول له "نحن فداؤك يا ريس" كيف تدوس فى الطين وتمسك الفاس وتتسخ ثيابك الانيقة ...لا...انت فقط تامر ونحن ننفذ تشير ونحن نعمل ارادتك وانت على كرسى رياستك...لكن اذا صمم الرئيس على طلبه فهل يستطيع احد ان يرفض سنقول "امرك يا ريس" نحن رفضنا حبا واكراما لا نريد لك النزول الى هذا المستوى نريدك دائما عاليا ..وهو صمم لانه يريد ان يشاركنا افراحنا واحزاننا يضع يده فى ايدينا تشجيعا ودفعا لنا على حب العمل ..وحين نفهم ذلك سنحبه اكثر ويزيد تقديرنا واحترامنا لشخصه نثق فى رئاسته وتكون اوامره مطاعة اكثر لاننا عرفنا انه يسعى لخيرنا فهو يعرف مشاكلنا عن قرب حيث مسك بيده وفعل ما نفعله ،صار قريبا منا ،لا يحكمنا من برج عالى لا يدرى بما نعانيه بل هو معنا على ارض واقعنا يشعر بمتاعبنا يتالم ويتعب ويعرق مثلنا !!
قد يراودك السؤال "لكن لماذا تجسد الله"؟
اقول لك "ليخلصنا من عقوبة خطية ابوينا الاولين الذين عصيا الله بعدم طاعة امر جزاؤه الموت ووراثناه جميعا منهم !"
قد تقول "وما ذنبنا"الم يكن بالاولى موت ادم وحواء فهما المذنبين ؟او ابليس سبب الغواية ؟او نموت نحن فالنفس التى تتخطىء تموت؟؟"
لذلك دعنى اعود بك الى القصة القديمة قصة سقوط ابوينا الاولين فى جنة عدن اصدر الله امرا لادم بعدم الاكل من الشجرة التى فى وسط الجنة قائلا "لانك يوم تاكل منها موتا تموت " جاء ابليس ليقول "لن تموتا" وفضل ابوانا سماع قول ابليس ورفض سماع قول الله ،واكلا من الشجرة وكانت النتيجة ان انفتحت اعينهما واكتشفا انهما عريانان وحاولوا ستر انفسيهما ولكنها لم تدوم ..خوف وهروب دائمين من الله فقد فقدا متعة التواجد فى محضر الله والاستمتاع بالحضرة الالهية البهية . وهذا هو الموت الابدى ..انفصال عن الله مصدر الحياة ..وعلى الرغم من انه ياكل ويشرب الا انه فى انفصال عن مصدر الحياة انسان ميت ينجب امواتا ..
كنا نتوقع من الخاطىء ان يرجع الى من اخطا فى حقه طالبا العفو والغفران لكنه انشغل عن هذا بستر نفسه والنتيجة الفشل فى الستر والفشل فى العودة ...
لكننا نجد طريقا اخر عجيبا لم يخطر على بال ..ياتى المخطا فى حقه ليبحث عن الخاطىء : فنادى الرب الاله ادم "اين انت "..ويصنع لهما مازر من جلد . والقول "صنع " يعنى انه سبحانه احضر كبشا وذبحه ليرى ادم الدم يسيل والكبش يموت ليعرف ان اجرة الخطية هى الموت وانه كان ينبغى ان يكون هو مكان الكبش ليتعلم الطريق الالهى للغفران انه "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة"(عبرانين22:9).
لكى يحيا الميت لابد من حى يموت نيابة عنه "لان نفس الجسد هى فى الدم فانا اعطيكم اياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم ،لان الدم يكفر عن النفس "(لاويين 11:17) لذلك كانت شريعة الذبائح فى العهد القديم للتكفير عن خطايا السهو ليس فى كونه الذبيحة كافية لاعطاء العدالة حقها لان نفس الحيوان لا خلود لها ولا تعادل الانسان فى قيمته كما انها ليست ذات خواص ادبية وعقلية سامية حتى تكون معادلة فى القيمة لتكفر عنه ،لكنها كانت رمزا لمرموز اليه ، استخدمه الله حتى لا تختلط الامور على الشعب الساكن بين شعوب وثنية تقدم ذبائح بشرية لالهتها .
ويتضح هذا التعليم فى قصة ابينا ابراهيم حين طلب منه الله تقديم ابنه وحيده ذبيحة . فلو كانت هذه التجربة فقط لامتحان ايمان ابراهيم لانتهت القصة عند وضع ابراهيم ابنه على المذبح ولم يكن هناك داع لارسال ملاك ممسكا بكبش من قرينه ..لكن ليتعلم ابراهيم الدرس انه لكى يقوم المحكوم عليه بالموت من موته ،لابد من بديل حتى يموت بدلا منه لكى يكفر عنه .
وتعلم رجال العهد القديم الدرس وانتهوا الى انهم لا يمكنهم النجاة بالصلوات والاصوام واعمال الرحمة والاحسان وحتى اذا قدموا الذبائح وتوصل ايوب لذات النتيجة فقال "ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا ليرفع عنى عصاه ولا يبغتنى رغبه"(ايوب34،33:9)
نعم نحتاج الى مصالح يضع يده علينا كلينا وبعد ذلك يمكن للانسان ممارسة وسائط الخلاص مثل الصوم والصلاة والصدقة والتوبة والاعتراف وشفاعة القديسين وغيرها !لكن من هو ؟ واين هو ؟ وبما ان الفدية يجب ان تكون على الاقل مساوية للمطلوب فداؤه ،فلا يساوى الانسان الا انسان ..لكن هل يصلح اى انسان؟
لهذا الانسان شروط يجب توافرها :
1_ان يكون بلا خطية حتى لا يكون تحت الحكم ذاته
2_ان يكون معصوما منها فلا يخطىء ابدا
3_ان تكون نفسه ملكه حتى يستطيع ان يقدمها نيابة عنا بمعنى ان يكون غير مخلوق
4_ان تكون قيمته على الاقل تساوى كل البشر فى كل العصور حتى يكون نائبا عنهم
5_ان يكون غير محدود ليحمل الجزاء غير المحدود ، لاننا نعرف ان جزاء الخطا يتناسب تناسبا طرديا مع قيمة المخطىء فى حقه . فمثلا اذا ضرب جندى زميله عاقبه قائده بالضرب .اما اذا ضرب ذات الجندى ذات الضربة للقائد فان العقوبة تكون اشد :مثلا الحبس اما اذا ضرب رئيس الدولة كانت العقوبة الاعدام بتهمة اهانة الدولة فى شخص رئيسها
6_ان يكون قادرا على الخلق ليعيد خلقنا خليقة جديدة لا تحب الخطا
اين هذا الانسان الذى يحمل كل هذه الصفات ؟ لايوجد بين البشر "الجميع زاغوا وفسدوا معا ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد"(رومية12:3)
* لايوجد انسان معصوم من الخطية فالعصمة لله وحده
* لايوجد انسان تساوى كل قيمته البشر
*لا يوجد انسان غير محدود الله وحده هو الغير محدود
* لا يوجد انسان غير مخلوق فكلنا خليقة الله
* لايوجد انسان قادر على الخلق فهذه قدرة الله وحده ولم يعطها لاخر
اذا فما هو الحل ؟؟ هل يضيع الانسان ؟ هل يضيع اجمل ما خلق الله ؟
قد يراودك السؤال " لماذا كل هذا " الا يستطيع الله ان يقول : سامحتكم فتتنتهى المشكلة فهو الرحمن الرحيم ؟!!
نعم هو سبحانه كلى الرحمة لكنه ايضا شديد العقاب رحيم وعادل ، وهاتان الصفتان متساويتان . ان غفر للمخطىء بدون عقاب فاين عدله ؟ كما انه اذا عاقب فقط فاين رحمته " انا اصالحكم مع العدل " فقلنا " كيف" قال " اصير انسانا لاوفى شروط الفادى الا اقدر ان اكون ؟"
ونقول : نعم تستطيع كل شىء ولا يعسر عليك امر لكن حاشاك يارب .
الملحد والنمل :
كان احد الملاحدة يلاحظ النمل وهو يشتغل ويكدح فى صندوق من زجاج صنعه احد هواة النمل ليلاحظ فيه حركات هذه الحشرة العجيبة واخيرا خطر على بال الملحد فكر غريب اذ قال فى نفسه (اه لو كنا نستطيع ان نقدم ارشادا لهذه المخلوقات ولكن كيف تاتى لنا ذلك لا يمكن ذلك قط الا ان يصير انسان نملة ولكنه يحتفظ بالعقل البشرى وينزل اليها ويعلمها فلا تخشاه ولا تفر من امامه ولكن فكرا جديدا خالجه فى ذات الوقت ، بل هو الروح القدس انتهز فكرة هذه الخواطر فوبخ الملحد الذى كان يقاوم فكرة التجسد بشدة فقال " الان فهمت ان ما اعجز انا ان اعمله للنمل مما قد فكرت فيه هو ذات ما عمله الله لاجلى ولاجل اخوتى فى البشرية لقد اخذ صورة الناس مع احتفاظه بلاهوته ليعلمنا دون ان نخشاه فاوصل الينا ما كان مستحيلا ايصاله الينا بطريقة اخرى )
ان البشر كانوا فى حاجة لمعلم ومخلص يلمس ظروفهم عمليا فجاءهم الحب متجسدا .
الله سبحانه يصير انسانا مثلنا ؟!ياكل ويشرب .يجوع ويعطش.يحزن ويفرح.يتعب وينام.ويقضى حاجاته ايضا . حاشا لله لقد علا الله عن ذلك علوا كبيرا....
وقبل ان نجيب على هذا السؤال فاننا نسال "اذا اراد الله سبحانه ان يصير انسانا فهل يستطيع؟" الاجابة من الجميع وبلا استثناء "نعم" يستطيع فهو القادر على كل شىء يصنع ما يريد وقتما يريد وبالكيفية التى يريدها ولا يعسر عليه امر .
لكنه قدوس عال وكبير وساكن فوق سماء السموات ،ونحن الطير المزدرى وغير الموجود ،ولا يليق بجلاله الوجود وسطنا !
"اذا جاء الى مكان لقاؤنا السيد الرئيس ووجدنا نعمل فى الزراعة وطلب منا ان يعمل معنا بالطبع سنرفض كلنا ونقول له "نحن فداؤك يا ريس" كيف تدوس فى الطين وتمسك الفاس وتتسخ ثيابك الانيقة ...لا...انت فقط تامر ونحن ننفذ تشير ونحن نعمل ارادتك وانت على كرسى رياستك...لكن اذا صمم الرئيس على طلبه فهل يستطيع احد ان يرفض سنقول "امرك يا ريس" نحن رفضنا حبا واكراما لا نريد لك النزول الى هذا المستوى نريدك دائما عاليا ..وهو صمم لانه يريد ان يشاركنا افراحنا واحزاننا يضع يده فى ايدينا تشجيعا ودفعا لنا على حب العمل ..وحين نفهم ذلك سنحبه اكثر ويزيد تقديرنا واحترامنا لشخصه نثق فى رئاسته وتكون اوامره مطاعة اكثر لاننا عرفنا انه يسعى لخيرنا فهو يعرف مشاكلنا عن قرب حيث مسك بيده وفعل ما نفعله ،صار قريبا منا ،لا يحكمنا من برج عالى لا يدرى بما نعانيه بل هو معنا على ارض واقعنا يشعر بمتاعبنا يتالم ويتعب ويعرق مثلنا !!
قد يراودك السؤال "لكن لماذا تجسد الله"؟
اقول لك "ليخلصنا من عقوبة خطية ابوينا الاولين الذين عصيا الله بعدم طاعة امر جزاؤه الموت ووراثناه جميعا منهم !"
قد تقول "وما ذنبنا"الم يكن بالاولى موت ادم وحواء فهما المذنبين ؟او ابليس سبب الغواية ؟او نموت نحن فالنفس التى تتخطىء تموت؟؟"
لذلك دعنى اعود بك الى القصة القديمة قصة سقوط ابوينا الاولين فى جنة عدن اصدر الله امرا لادم بعدم الاكل من الشجرة التى فى وسط الجنة قائلا "لانك يوم تاكل منها موتا تموت " جاء ابليس ليقول "لن تموتا" وفضل ابوانا سماع قول ابليس ورفض سماع قول الله ،واكلا من الشجرة وكانت النتيجة ان انفتحت اعينهما واكتشفا انهما عريانان وحاولوا ستر انفسيهما ولكنها لم تدوم ..خوف وهروب دائمين من الله فقد فقدا متعة التواجد فى محضر الله والاستمتاع بالحضرة الالهية البهية . وهذا هو الموت الابدى ..انفصال عن الله مصدر الحياة ..وعلى الرغم من انه ياكل ويشرب الا انه فى انفصال عن مصدر الحياة انسان ميت ينجب امواتا ..
كنا نتوقع من الخاطىء ان يرجع الى من اخطا فى حقه طالبا العفو والغفران لكنه انشغل عن هذا بستر نفسه والنتيجة الفشل فى الستر والفشل فى العودة ...
لكننا نجد طريقا اخر عجيبا لم يخطر على بال ..ياتى المخطا فى حقه ليبحث عن الخاطىء : فنادى الرب الاله ادم "اين انت "..ويصنع لهما مازر من جلد . والقول "صنع " يعنى انه سبحانه احضر كبشا وذبحه ليرى ادم الدم يسيل والكبش يموت ليعرف ان اجرة الخطية هى الموت وانه كان ينبغى ان يكون هو مكان الكبش ليتعلم الطريق الالهى للغفران انه "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة"(عبرانين22:9).
لكى يحيا الميت لابد من حى يموت نيابة عنه "لان نفس الجسد هى فى الدم فانا اعطيكم اياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم ،لان الدم يكفر عن النفس "(لاويين 11:17) لذلك كانت شريعة الذبائح فى العهد القديم للتكفير عن خطايا السهو ليس فى كونه الذبيحة كافية لاعطاء العدالة حقها لان نفس الحيوان لا خلود لها ولا تعادل الانسان فى قيمته كما انها ليست ذات خواص ادبية وعقلية سامية حتى تكون معادلة فى القيمة لتكفر عنه ،لكنها كانت رمزا لمرموز اليه ، استخدمه الله حتى لا تختلط الامور على الشعب الساكن بين شعوب وثنية تقدم ذبائح بشرية لالهتها .
ويتضح هذا التعليم فى قصة ابينا ابراهيم حين طلب منه الله تقديم ابنه وحيده ذبيحة . فلو كانت هذه التجربة فقط لامتحان ايمان ابراهيم لانتهت القصة عند وضع ابراهيم ابنه على المذبح ولم يكن هناك داع لارسال ملاك ممسكا بكبش من قرينه ..لكن ليتعلم ابراهيم الدرس انه لكى يقوم المحكوم عليه بالموت من موته ،لابد من بديل حتى يموت بدلا منه لكى يكفر عنه .
وتعلم رجال العهد القديم الدرس وانتهوا الى انهم لا يمكنهم النجاة بالصلوات والاصوام واعمال الرحمة والاحسان وحتى اذا قدموا الذبائح وتوصل ايوب لذات النتيجة فقال "ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا ليرفع عنى عصاه ولا يبغتنى رغبه"(ايوب34،33:9)
نعم نحتاج الى مصالح يضع يده علينا كلينا وبعد ذلك يمكن للانسان ممارسة وسائط الخلاص مثل الصوم والصلاة والصدقة والتوبة والاعتراف وشفاعة القديسين وغيرها !لكن من هو ؟ واين هو ؟ وبما ان الفدية يجب ان تكون على الاقل مساوية للمطلوب فداؤه ،فلا يساوى الانسان الا انسان ..لكن هل يصلح اى انسان؟
لهذا الانسان شروط يجب توافرها :
1_ان يكون بلا خطية حتى لا يكون تحت الحكم ذاته
2_ان يكون معصوما منها فلا يخطىء ابدا
3_ان تكون نفسه ملكه حتى يستطيع ان يقدمها نيابة عنا بمعنى ان يكون غير مخلوق
4_ان تكون قيمته على الاقل تساوى كل البشر فى كل العصور حتى يكون نائبا عنهم
5_ان يكون غير محدود ليحمل الجزاء غير المحدود ، لاننا نعرف ان جزاء الخطا يتناسب تناسبا طرديا مع قيمة المخطىء فى حقه . فمثلا اذا ضرب جندى زميله عاقبه قائده بالضرب .اما اذا ضرب ذات الجندى ذات الضربة للقائد فان العقوبة تكون اشد :مثلا الحبس اما اذا ضرب رئيس الدولة كانت العقوبة الاعدام بتهمة اهانة الدولة فى شخص رئيسها
6_ان يكون قادرا على الخلق ليعيد خلقنا خليقة جديدة لا تحب الخطا
اين هذا الانسان الذى يحمل كل هذه الصفات ؟ لايوجد بين البشر "الجميع زاغوا وفسدوا معا ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد"(رومية12:3)
* لايوجد انسان معصوم من الخطية فالعصمة لله وحده
* لايوجد انسان تساوى كل قيمته البشر
*لا يوجد انسان غير محدود الله وحده هو الغير محدود
* لا يوجد انسان غير مخلوق فكلنا خليقة الله
* لايوجد انسان قادر على الخلق فهذه قدرة الله وحده ولم يعطها لاخر
اذا فما هو الحل ؟؟ هل يضيع الانسان ؟ هل يضيع اجمل ما خلق الله ؟
قد يراودك السؤال " لماذا كل هذا " الا يستطيع الله ان يقول : سامحتكم فتتنتهى المشكلة فهو الرحمن الرحيم ؟!!
نعم هو سبحانه كلى الرحمة لكنه ايضا شديد العقاب رحيم وعادل ، وهاتان الصفتان متساويتان . ان غفر للمخطىء بدون عقاب فاين عدله ؟ كما انه اذا عاقب فقط فاين رحمته " انا اصالحكم مع العدل " فقلنا " كيف" قال " اصير انسانا لاوفى شروط الفادى الا اقدر ان اكون ؟"
ونقول : نعم تستطيع كل شىء ولا يعسر عليك امر لكن حاشاك يارب .
الملحد والنمل :
كان احد الملاحدة يلاحظ النمل وهو يشتغل ويكدح فى صندوق من زجاج صنعه احد هواة النمل ليلاحظ فيه حركات هذه الحشرة العجيبة واخيرا خطر على بال الملحد فكر غريب اذ قال فى نفسه (اه لو كنا نستطيع ان نقدم ارشادا لهذه المخلوقات ولكن كيف تاتى لنا ذلك لا يمكن ذلك قط الا ان يصير انسان نملة ولكنه يحتفظ بالعقل البشرى وينزل اليها ويعلمها فلا تخشاه ولا تفر من امامه ولكن فكرا جديدا خالجه فى ذات الوقت ، بل هو الروح القدس انتهز فكرة هذه الخواطر فوبخ الملحد الذى كان يقاوم فكرة التجسد بشدة فقال " الان فهمت ان ما اعجز انا ان اعمله للنمل مما قد فكرت فيه هو ذات ما عمله الله لاجلى ولاجل اخوتى فى البشرية لقد اخذ صورة الناس مع احتفاظه بلاهوته ليعلمنا دون ان نخشاه فاوصل الينا ما كان مستحيلا ايصاله الينا بطريقة اخرى )
ان البشر كانوا فى حاجة لمعلم ومخلص يلمس ظروفهم عمليا فجاءهم الحب متجسدا .