يابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تَخُر إذا وبخك. لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله (عب 12: 5 ، 6)
إن
حياتنا المسيحية تُشبه ميناء الساعة. وبين العقربان، الوقت الذي يمضي.
ويمكن تشبيههما بيدي إلهنا: اليد الصُغرى تمتد للتأديب، والكُبرى تمتد
للرحمة.
إن يد التأديب لا بد أن تتمم عملها بلطف ولكن بحزم. ففي كل
ساعة الله يتكلم، وهو يفعل ذلك "لأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته" (عب
12: 10 ). إنه يريد أن يجعلنا ننمو في معرفة طرقه ومحبته. وهو يريد أيضاً
أن يجعلنا نحكم على كل ما لا يطابق ما يجب أن ينتظره من أولاده في سلوكنا.
إنه يتصرف نحو كل منا كأب نحو أبنائه. والرب يستخدم صورة أخرى هى صورة
المزارع الذي يقضب كرمته حتى تأتي بثمر أكثر.
وفي حين أن العقرب
الصغير يتقدم ببطء، وأن التجربة تبدو كأن لا نهاية لها، هوذا العقرب
الكبير، عقرب الرحمة الإلهية، يقترب بدوره ويمرّ فوق العقرب الصغير - عقرب
التأديب. وفي حين أن ساعة التجربة تمضي، فإن المؤمن في التجربة يميز يد
الله التي تمتد نحوه بالنعمة لتسنده وتشجعه. "الله أمين الذي لا يدعكم
تُجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضاً المنفذ لتستطيعوا أن
تحتملوا" (1كو 10: 13 ). يا له من وعد ثمين!
وهذان العقربان مثبتان
على محور واحد لا يتذبذب، وهو قلب الله المحب الذي لا يتغير. وبسبب هذه
المحبة يتدخل الله بالتأديب وبالرحمة في آن واحد نحو خاصته بهدف مباركتهم
في النهاية.
لأن كل الأشياء المُفرحة كالمؤلمة "تعمل معاً للخير
للذين يحبون الله" (رو 8: 28 ). ولا نملك سوى أن نقبل تأديب أبينا وننحني
أمام حكمته ومحبته التي لا تنعدم أبداً.