كانت
هناك قوة جاذبة في شخص المسيح وفي حياته وتعاليمه .... ولكن القوة
الرئيسية لجاذبيته تكمن في موته على الصليب .فإن كنا في أيامنا هذه نجد
السيدات يتزين بحمل الصليب، والرجال يرون فيه علامة افتخار ، إلا أن
الصليب في زمن المسيح كان كالمشنقة في أيامنا . فالمواطن الروماني ما كان
يحكم عليه بالصلب إلا إذا ارتكب جريمة شنيعة ، العبيد فقط هم الذين يصلبون
. والمسيح حين نزل إلى عمق العار والألم جذب اليه الكثيرين فالمخلص
المتألم قد يحبه البشر لكن المخلص المصلوب لا بد أن يحبه الجميع .
إن
سر مجد المسيح هو في إتضاعه وسر نصرته أنه احتمل عار الصليب ، فعار الصليب
لم يكن عاراً لرسالته لكنه أضفى عليها مجداً وفخراً . والمسيح وإن بدأ
وكأنه مات في ضعف ، إلا أن هذا لم يضعف المسيحية والكنيسة بعذ ذلك إنتصرت
عن طريق الألم وموت الشهداء ، فمحبة المؤمنين التي هي أقوى من الموت ،
جعلت الكنيسة تنتصر